البغرير: الفطيرة المغربية التي لا تقاوم

 البغرير

 الفطيرة المغربية التي لا تقاوم

البغرير الفطيرة المغربية التي لا تقاوم

عندما نتحدث عن المطبخ المغربي، فإن البغرير يتصدر قائمة الأطباق التقليدية المحبوبة التي تجمع بين البساطة والطعم الرائع. يُعرف البغرير أيضًا بـ"فطائر الألف ثقب"، وهو طبق مغربي-أمازيغي شهير يُقدّم غالبًا في وجبة الفطور أو مع الشاي المغربي في جلسات العصر. فما هو سرّ هذا الطبق؟ وكيف يمكن تحضيره؟ ولماذا لا يزال يحتفظ بشعبيته حتى اليوم؟

ما هو البغرير؟

البغرير هو نوع من الفطائر المصنوعة من مزيج بسيط من السميد والدقيق والماء والخميرة. يُطهى على جهة واحدة فقط، ليظهر وجهه العلوي مغطّى بثقوب صغيرة، وهي التي تمنحه شكله المميز واسمه الشهير "فطائر الألف ثقب". هذه الثقوب لا تأتي صدفة، بل هي نتيجة لتفاعل الخميرة مع حرارة الطهي، ما يجعل البغرير خفيفًا وهشًّا.

أصول وتقاليد

يرجع أصل البغرير إلى المطبخ الأمازيغي التقليدي في شمال إفريقيا، وتحديدًا في مناطق المغرب والجزائر. وقد انتقل عبر الأجيال، وتنوعت طرق تحضيره بين المناطق والعائلات، لكن قاعدته الأساسية تبقى واحدة. يُعدّ البغرير جزءًا من الموروث الثقافي، حيث يُقدّم في المناسبات الخاصة، كحفلات الخطوبة أو خلال شهر رمضان المبارك، وغالبًا ما يُرافقه العسل والزبدة الذائبة.

المكونات وطريقة التحضير

لتحضير البغرير، نحتاج إلى:

كوب من السميد الرقيق

نصف كوب من الدقيق الأبيض

ملعقة صغيرة من الخميرة الفورية

ملعقة صغيرة من السكر

رشة ملح

كوبان من الماء الدافئ تقريبًا

طريقة التحضير:

1. في الخلاط الكهربائي، نضع جميع المكونات مع الماء ونخلط جيدًا حتى نحصل على خليط سائل ومتماسك.

2. نترك العجينة لتتخمر لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة، حتى تظهر الفقاعات على سطحها.

3. نُسخن مقلاة غير لاصقة على نار متوسطة، ثم نسكب كمية من الخليط ونتركها تطهى من جهة واحدة فقط.

4. خلال الطهي، ستظهر ثقوب صغيرة على وجه البغرير، وهي علامة على نجاح الوصفة.

5. نرفعه من المقلاة دون قلبه، ونُكرّر العملية حتى ننهي الخليط.

طرق التقديم

عادةً ما يُقدّم البغرير ساخنًا مع خليط من الزبدة المذابة والعسل، مما يجعله طبقًا غنيًّا ومُرضيًا. يمكن أيضًا تقديمه مع المربى أو زيت الزيتون حسب الذوق. في بعض المناطق، يُضاف القليل من ماء الزهر لتعزيز النكهة.

لماذا نحبه؟

البغرير لا يجمع فقط بين المذاق الرائع والقوام الرقيق، بل هو أيضًا طعام يرتبط بالذكريات والجلسات العائلية. كثيرون يتذكرون رائحة البغرير في صباحات رمضان، أو صينية الفطائر الدافئة في جلسة شاي مع الأصدقاء.

في الختام

البغرير ليس مجرد فطيرة تقليدية، بل هو جزء من الهوية المغربية والأمازيغية، يحمل في طياته قصص الأمهات والجدّات، وروح الكرم والبساطة. سواء كنت من عشاق المطبخ المغربي أو تكتشفه لأول مرة، فإن تجربة تذوق البغرير ستأخذك في رحلة نكهة لا تُنسى. جربه مرة، وستعود إليه مرارًا.

تعليقات