القفطان المغربي: أناقة الزمن وروح الأصالة

القفطان المغربي

 أناقة الزمن وروح الأصالة

القفطان المغربي أناقة الزمن وروح الأصالة

من بين كل ما أنتجه التراث المغربي من فنون وصناعات تقليدية، يظل القفطان المغربي تحفة خالدة تختصر الأناقة، الرقي، والهوية. إنه أكثر من مجرد لباس، بل هو رمز للأنوثة الراقية والتقاليد العريقة، ومصدر فخر للمغاربة، رجالًا ونساءً، في كل المحافل.

القفطان... حكاية بدأت منذ قرون

يرجع أصل القفطان المغربي إلى العهد المريني في القرن الثالث عشر، وقد تأثر باللباس الأندلسي والفارسي والتركي، لكنه تطوّر داخل المغرب ليأخذ طابعه الفريد. حافظ القفطان على وجوده عبر العصور، من القصور السلطانية إلى البيوت البسيطة، وظل حاضراً في الأعراس، المناسبات الدينية، والحفلات الرسمية.

ما هو القفطان المغربي؟

القفطان هو لباس طويل فضفاض يُرتدى عادة من قطعة واحدة، مزين بالتطريزات الدقيقة والزخارف الفاخرة، يُصنع غالبًا من أقمشة فخمة كـ:

الحرير

المخمل

الشيفون

التافتا

الدانتيل

ويتميّز القفطان المغربي بـ"الصّاية" الواسعة و"السفيفة" (تطريز يدوي تقليدي يُطرّز على الحواف) و"العقاد" (أزرار مزخرفة مصنوعة يدويًا).

أنواع القفطان المغربي

مع مرور الزمن، تطوّر القفطان ليأخذ أشكالًا وألوانًا متعددة تناسب العصر، ومن أنواعه:

القفطان التقليدي: يُحافظ على اللمسة الكلاسيكية ويُرتدى غالبًا في المناسبات الدينية.

التكشيطة: وهو قفطان يتكوّن من طبقتين، يُرتدى غالبًا في الأعراس، ويُربط بحزام فاخر على الخصر.

القفطان العصري: يتميز بتصاميم حديثة وأقمشة خفيفة تناسب المرأة العصرية، ويُعرض في عروض الأزياء العالمية.

القفطان في الأعراس والمناسبات

لا يُمكن تخيّل عرس مغربي دون أن تلبس العروس قفطانًا أو تكشيطة. بل إن بعض العرائس يرتدين أكثر من قفطان واحد خلال حفل الزفاف، كل منها يمثل منطقة من مناطق المغرب، مثل: القفطان الفاسي، الوجدي، الصحراوي، الأمازيغي، وغيرها.

كما أصبح القفطان زيًا مفضلاً للنساء المغربيات في الأعياد، حفلات الخطوبة، والولائم الرسمية، بل وحتى في المهرجانات الفنية.

عالمية القفطان

لم يعد القفطان المغربي حبيس الوطن، بل أصبح سفيرًا للأناقة المغربية عبر العالم. ترتديه نجمات عالميات مثل بيونسيه، ريهانا، وسيلين ديون في مناسبات رسمية. وتُقام له عروض أزياء خاصة مثل "قفطان" في مدينة الدار البيضاء، الذي يُعد من أبرز تظاهرات الموضة في إفريقيا.

الحرفية وراء القفطان

ما يجعل القفطان مميزًا هو أنه يُصنع على يد معلمين تقليديين، بحرفية عالية ووقت طويل. فقد تستغرق حياكة قفطان واحد أسابيع أو شهورًا، حسب تعقيد التطريز وجودة المواد المستعملة. وهذا ما يجعل منه قطعة فنية تُحفظ وتُورَّث عبر الأجيال.

في الختام

القفطان المغربي ليس مجرد لباس، بل هو تاريخ يُرتدى، وهوية تمشي على الأرض، وجسر يربط بين الماضي والحاضر. إنه لغة من لا يتكلم، ورسالة حب من المغرب إلى العالم، تخبر الجميع أن الجمال، حين يكون مغربيًا، يكون خالدًا. 

تعليقات